صدور كتاب الاسلام والغرب من صراع الحضارات الى تعارفها


صدور كتاب الاسلام والغرب من صراع الحضارات الى تعارفها
عن دار الشؤون الثقافية في بغداد

يسعى هذا الكتاب إلى قراءة جديدة لفكرة وواقع العلاقة بين الغرب والشرق أو الإسلام والغرب أو الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية ، وبمختلف تلك التسميات فيما بينها ، اذ نسعى أن نبين اهم ملامح تلك العلاقة واليتها وما هي النظريات التي طرحت لتصفها أو تستشرف مستقبلها ، وكانت فكرة الحضارة كمركز أو محور لتفسير العلاقة حاضرةً في كتابنا لأغراض عدة منها حداثة الدراسات المنظوية تحت هذا العنوان بالإضافة إلى ما تمثله لفظة الحضارة - كما نرى- من تمثيل لهوية شعوب ومجتمعات ممكن أن يتم التعامل من خلالها مع الآخر ، وحاولنا جاهدين أن نبين اهم مرتكزات النظريات المطروحة في قراءة وتفسير واستشراف العلاقة بين الحضارات ، وكانت محور تلك النظريات فكرة صراع أو صدام الحضارات والتي كانت لها جذور تاريخية تمتد مع توينبي ، واستجد الحديث عنها في الفترة المعاصرة لما عاده لها هانتنغتون من صبغة تحديث ومعاصرة والآلية والمنهجية والعرض والأسلوب الذي قدمت فيه فكرة الصراع بين الحضارات من جديد هذا ولا يخفى على القاريء إن فكرة الحوار كانت أولى تلك الاستجابات لفكرة الصراع وتزامن ذلك من غارودي دعوته إلى الحوار في العديد من كتبه ولاسيما (من اجل حوار بين الحضارات) ، وبين دعوات الصراع التي يراها البعض متشائمة ويراها آخرون قراءة واقعية تراتبية لحوادث وتاريخية ، ويراها الغير بأنها لم تتجاوز فكرة الحلقة التكميلية لمشروع الغربنة ورفض التنوع الحضاري والثقافي والدعوة إلى الحضارة المنتصرة كايدولوجيا أخيرة -كما مع فوكوياما- ، ودعوات الحوار كرد فعل أو كإعادة قراءة للسلوك الغربي والتعامل الحضاري الغربي مع الآخر الإسلامي فقراءة للنقد من الغرب كان رائدها غارودي وقراءة للنقد من الإسلام كان من روادها البارزين خاتمي ، ولكن هاتين الدعوتين لا تمثلان نهاية التنظير بشأن العلاقة ووصفها وهويتها بين الطرفين ( الغرب والاسلام ) ، إذ تعد محاولة زكي الميلاد محاولة رائدة في هذا المجال ، مجال إخراج الثنائية العلاقاتية والثنائية التفسيرية من دائرتي الحوار والصراع بين الغرب و الإسلام إلى حقل تنظيري ومعرفي آخر هو فكر تعارف الحضارات التي أعدها نتاج للعصف الإبداعي الإسلامي الذي قام بدوره المفكر السعودي زكي الميلاد لإخراج صورة نمطية معرفية متماسكة إلى حد بعيد ، تصف وتستشرف شكل العلاقة بين الطرفين وتحت ذات العنوان والمحور الرئيس الذي هو الحضارة ، وبينا اهم ما ارتكزت عليه هذه النظرية والأطروحة الجديدة في هذا المجال ، ثم وفي قراءة إجمالية للنظريات المركزية الثلاث بالإضافة إلى نظريات ثانوية أو لنقل نظريات لم تجد صداها في مجال التداول الثقافي والمعرفي من قبيل نظريات ( سباق أو تفاعل أو تحالف الحضارات أو المصالح بين الحضارات أو صدام الهمجيات ) ، كل تلك كانت عناوين لرؤى أخرى ومغايرة طرحت لتصف شكل العلاقة قيد البحث ( بين الغرب والاسلام ) وحاولت ساعيا أن أوضح اهم ملامح النظرية البديل للاطروحات المتداولة أو المعروفة في تفسير العلاقة ، وهي نظرية التعارف إلا إننا توصلنا في نهاية البحث والكتاب إلى نتائج عدة كانت أهمها ؛ دوام واستمرارية إشكالية هوية العلاقة واليتها والتساؤل عن إمكانية أن تفسر العلاقة بأي من الأطروحات الثلاث .